السياسة

إسرائيل تدرس رد حماس على مقترح هدنة في غزة.. هل اقتربت ساعة التهدئة؟

هدنة في غزة في تطور جديد يعيد الأمل بإمكانية تهدئة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة. كما أعلنت حركة “حماس” أنها سلّمت ردها الرسمي على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار. فيما أكد الجانب الإسرائيلي أنه بصدد دراسة الرد، وسط مؤشرات متزايدة على تقدم المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة برعاية قطر ومصر. وبدعم أميركي فاعل.

رد حماس ووصول ويتكوف.. أجواء مشجعة

أعلنت “حماس” فجر الخميس تسليم الوسطاء. ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما. وهو ما اعتبرته مصادر دبلوماسية خطوة حاسمة في مسار التفاوض المتعثر منذ أشهر.

وفي المقابل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استلام الرد وأنه “قيد الدرس”. وتزامن هذا مع توجه مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة. في خطوة فسرتها الصحف الإسرائيلية على أنها “مؤشر إيجابي”. على إحراز تقدم كبير قد يفضي إلى هدنة مؤقتة وربما بداية حل سياسي أوسع.

ويتوقع أن يلتقي ويتكوف. خلال زيارته، مسؤولين إسرائيليين وممثلين عن قطر. وفي حال لمس وجود أرضية مشتركة، كذلك سيتوجه مباشرة إلى الدوحة لتوقيع اتفاق محتمل يشمل وقف إطلاق النار وتبادل أسرى.

خلافات على خطوط الانسحاب وعدد الأسرى

رغم أجواء التفاؤل الحذِر، لا تزال بعض النقاط محل خلاف، أبرزها:

  • خطوط الانسحاب الإسرائيلي:
    حماس تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية لمسافة 800 متر فقط من الحدود. فيما تعرض إسرائيل عمقًا يتراوح بين 1000 و1200 متر على مسار فيلادلفيا. الحدودي بين غزة ومصر.
  • الممرات الإنسانية:
    ملف إدخال المساعدات الإنسانية يبقى حارقًا، في ظل استمرار المجاعة ووفاة أكثر من 100 شخص بسبب الجوع وسوء التغذية. أغلبهم من الأطفال. حماس تشترط فتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة.
  • قضية الأسرى:
    تشير التقارير إلى أن حماس تطالب بإطلاق سراح 100 إلى 150 أسيرًا إضافيًا مقابل 10 إسرائيليين أحياء. بعضهم جنود، بينما تحتفظ إسرائيل بأكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني. بينهم المئات من غزة.

ضغوط أمريكية وضمانات مطلوبة للهدنة في غزة

نقلت الإدارة الأميركية رسالة واضحة لحماس مفادها: “إذا لم يتم تسليم رد خلال وقت قريب. فقد تتراجع واشنطن عن بعض الضمانات التي تم التفاهم عليها”.
ويبدو أن حماس تطالب بضمانات مكتوبة، خاصة فيما يتعلق بالتزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بشكل دائم. والانخراط في مفاوضات تقود إلى إنهاء الحرب لا فقط تعليقها مؤقتًا.

نتنياهو بين التهدئة واستمرار الحرب

تتّهم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء نتنياهو بالتهرب المتكرر من التوصل إلى تسوية شاملة. خشية فقدان دعم الجناح اليميني المتطرف داخل حكومته، والذي يدفع نحو إطالة أمد الحرب رغم الكارثة الإنسانية الهائلة في غزة.

في المقابل، ترى مؤسسات الأمن والاستخبارات الإسرائيلية أن التهدئة أصبحت ضرورة استراتيجية. خصوصًا في ظل الضغط الدولي المتصاعد. وتدهور صورة إسرائيل عالميًا بعد سقوط أكثر من 201 ألف قتيل وجريح فلسطيني. وتزايد الاتهامات بارتكاب جرائم حرب.

ماذا بعد الهدنة في غزة؟

مع وصول ويتكوف وتحركات الوسطاء، كما يبدو أن المفاوضات دخلت مراحلها النهائية، كذلك رغم استمرار بعض الفجوات.
ويرى مراقبون أن ما سيحدد مصير هذه الجولة ليس فقط المواقف المعلنة. بل حجم التنازلات المتبادلة ومدى جدية الطرفين في إنهاء الحرب كذلك . بدل الاكتفاء بهدنة مؤقتة تعود بعدها الاشتباكات بشكل أكثر عنفًا.

وفيما ينتظر العالم نبأ الاتفاق، تبقى غزة تنزف. وأهلها يكابدون الجوع والمرض و كذلك التشريد، في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية قسوة في القرن الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى